سورة الشعراء - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الشعراء)


        


{وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ} قال ابن عباس: أبنية. وقال مجاهد: قصورًا مشيدة. وعن الكلبي: أنها الحصون. وقال قتادة: مآخذ الماء، يعني الحياض، واحدتها مصنعة {لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} أي: كأنكم تبقون فيها خالدين. والمعنى: أنهم كانوا يستوثقون المصانع كأنهم لا يموتون. {وَإِذَا بَطَشْتُمْ} أخذتم وسطوتم، {بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} قتلا بالسيف وضربًا بالسوط، والجبَّار: الذي يقتل ويضرب على الغضب. {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ}. {وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ} أي: أعطاكم من الخير ما تعلمون، ثم ذكر ما أعطاهم فقال: {أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ} {وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} أي: بساتين وأنهار. {إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ} قال ابن عباس: إن عصيتموني، {عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} {قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا} أي: مُسْتَوٍ عندنا، {أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ} الوعظ كلام يلين القلب بذكر الوعد والوعيد. قال الكلبي: نهيتنا أم لم تكن من الناهين لنا. {إِنَّ هَذَا} ما هذا، {إِلا خُلُقُ الأوَّلِينَ} قرأ ابن كثير، وأبو جعفر، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب: {خَلْق} بفتح الخاء وسكون اللام، أي: اختلاق الأولين وكذبهم دليل هذه القراءة قوله تعالى: {وتخلقون إفكًا} [العنكبوت- 17]، وقرأ الآخرون {خُلُق} بضم الخاء واللام، أي: عادة الأولين من قبلنا، وأمرهم أنهم يعيشون ما عاشوا ثم يموتون ولا بعث ولا حساب.


{وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ} {فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} قوله عز وجل: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا} أي: في الدنيا {آمِنِينَ} من العذاب. {فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا} ثمرها، يريد ما يطلع منها من الثمر، {هَضِيمٌ} قال ابن عباس: لطيف، ومنه: هضيم الكشح، إذا كان لطيفًا. وروى عطية عنه: يانع نضيج. وقال عكرمة: هو اللَّيِّن. وقال الحسن: هو الرخو. وقال مجاهد: متهشم متفتت إذا مُسَّ، وذلك أنه ما دام رطبا فهو هضيم، فإذا يبس فهو هشيم. وقال الضحاك ومقاتل: قد ركب بعضه بعضًا حتى هضم بعضه بعضا أي: كسره. وقال أهل اللغة: هو المنضم بعضه إلى بعض في وعائه قبل أن يظهر. وقال الأزهري: الهضيم هو الداخل بعضه في بعض من النضج والنعومة. وقيل: هضيم أي: هاضم يهضم الطعام. وكل هذا للطافته.


{وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ} وقرئ: {فرهين} قيل: معناهما واحد. وقيل: فارهين أي: حادقين بنحتها، من قولهم فره الرجل فراهة فهو فاره، ومن قرأ {فرهين} قال ابن عباس: أَشِرين بطِرِين. وقال عكرمة: ناعمين. وقال مجاهد: شرهين. قال قتادة: معجبين بصنيعكم، قال السدي: متجبرين. وقال أبو عبيدة: مرحين. وقال الأخفش فرحين. والعرب تعاقب بين الهاء والحاء مثل: مدحته ومدهته. قال الضحاك: كَيِّسِينَ. {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ} قال ابن عباس: المشركين. وقال مقاتل: هم التسعة الذين عقروا الناقة. {الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ} بالمعاصي، {وَلا يُصْلِحُونَ} لا يطيعون الله فيما أمرهم به. {قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ} قال مجاهد وقتادة: من المسحورين المخدوعين، أي: ممن سُحِر مرة بعد مرة. وقال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: أي: من المخلوقين المعللين بالطعام والشراب، يقال: سحره، أي: علله بالطعام والشراب، يريد: إنك تأكل الطعام والشراب ولست بَمَلك، بل: {مَا أَنْتَ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ} على صحة ما تقول، {إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} أنك رسول الله إلينا. {قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ} حظ ونصيب من الماء، {وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ}.

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10