{وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ} قال ابن عباس: أبنية. وقال مجاهد: قصورًا مشيدة. وعن الكلبي: أنها الحصون. وقال قتادة: مآخذ الماء، يعني الحياض، واحدتها مصنعة {لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} أي: كأنكم تبقون فيها خالدين. والمعنى: أنهم كانوا يستوثقون المصانع كأنهم لا يموتون. {وَإِذَا بَطَشْتُمْ} أخذتم وسطوتم، {بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} قتلا بالسيف وضربًا بالسوط، والجبَّار: الذي يقتل ويضرب على الغضب. {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ}. {وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ} أي: أعطاكم من الخير ما تعلمون، ثم ذكر ما أعطاهم فقال: {أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ} {وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} أي: بساتين وأنهار. {إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ} قال ابن عباس: إن عصيتموني، {عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} {قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا} أي: مُسْتَوٍ عندنا، {أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ} الوعظ كلام يلين القلب بذكر الوعد والوعيد. قال الكلبي: نهيتنا أم لم تكن من الناهين لنا. {إِنَّ هَذَا} ما هذا، {إِلا خُلُقُ الأوَّلِينَ} قرأ ابن كثير، وأبو جعفر، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب: {خَلْق} بفتح الخاء وسكون اللام، أي: اختلاق الأولين وكذبهم دليل هذه القراءة قوله تعالى: {وتخلقون إفكًا} [العنكبوت- 17]، وقرأ الآخرون {خُلُق} بضم الخاء واللام، أي: عادة الأولين من قبلنا، وأمرهم أنهم يعيشون ما عاشوا ثم يموتون ولا بعث ولا حساب.